خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من بيته ليلا وترك علي ينام مكانه كي يوزع الآمانات الى أهلها ، وقد اعمى الله ابصار المشركين الذين أحاطوا بيته، وذهب الى بيت ابي بكر الصديق ، وكان قد جهز ناقتين ، وانطلقا الى غار ثور ليقيما فيه وكان اليوم الثاني من ربيع الأول سنة 622 م ، فدخل ابو بكر الغار اولا لينظر ان كان به حية او سبع، فبقيا في الغار ثلاثة ايام ، وكان عبدالله بن ابي بكر ينقل لهما اخبار مكه، وكان عامر بن فهيره يذهب بالغنم حتى يمحو آثار اقدام عبدالله وكذالك لشرب حليبها. شاركت كذالك اسماء بنت ابوبكر في نقل الطعام والماء ليلا الى الغار ، وحدث انها نسيت ان تربط سفرة الطعام في أحدى المرات ، فشقت نطاقها نصفين ، وربطت السفره في احدهما وتنطقت بالآخر ، ولذلك لقبت في الأسلام "بذات النطاقين".
اما المشركون فانطلقوا يبحثون عنهم حتى وصلوا الغار ، ففزع ابو بكر فهدأ الرسول من روعه وقال:" لا تحزن ان الله معنا" ، فأرسل الله عنكبوتا وحمامه فنسج العنكبوت بيته على باب الغار، وباضت الحمامه على باب الغار ، مما جعل المشركون يتأكدوا ان الغار فارغ ورجعوا الى مكه.
عندها جائهم الدليل عبدالله بن ارقط (وهو من المشركين كانا قد استأجراه ليدلهما على الطرق الخفيه الى مكه) فسارا طريق الساحل بارشاد عبدالله بن أرقط .