مرض القَدَم والفم مرض شديد العدوى، يصيب الحيوانات. ويسمى أيضًا الحمى القلاعية كما يسمى مرض الحافر والفم بالرغم من أن الإصابة لا تشمل حقيقة الحافر القرني، إنما تصيب النسيج حوله. يهاجم مرض القدم والفم الأبقار والأغنام والخنازير والخراف والحيوانات الثديية الأخرى ذات الظلف المشقوق. ويحدث المرض بين المواشي في كثير من أنحاء العالم، خاصة في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية. وهو نادر في أُستراليا وأمريكا الشمالية.
السبب والأعراض. يحدث مرض القدم والفم بسبب فيروس. فقد ينتقل المرض إلى ماشية معافاة نتيجة لاتصالها بحيوانات مصابة، أو بأشياء ملوثة بلعاب، أو نفايات جسمية من حيوانات مصابة. وقد ينتشر الفيروس بوساطة الريح أو الطيور أو الجرذان أو القطط، وكثير غيرها من الحيوانات المتأثرة بمرض القدم والفم.
تنتج عن مرض القدم والفم قروح في الفم وفي النسيج بين الظلف والجزء الأعلى من القدم. وتنتاب الحيوانات المصابة أيضًا حمى شديدة. ويسيل اللعاب من فمها، وتبذل جهدًا أثناء السير، وينقص وزنها سريعًا. يصيب الفيروس أيضًا الضرع لدى أنثى الحيوان، وغدد الثدييات الدارّة للحليب مما يقلل من درّها. وفي الحالات الخطيرة، يهاجم الفيروس القلب مفضيًا إلى الموت. وقد يصل معدل الوفاة إلى 100%، بين صغار الأبقار والخنازير ولكنه نادرًا ما يحدث ذلك بين الماشية مكتملة النمو.
وسائل السيطرة. ليس هناك علاج لمرض القدم والفم، ولكن تلجأ الدول إلى عدة وسائل للسيطرة عليه. ففي البلاد الإفريقية والآسيوية والأوروبية وبلاد أمريكا الجنوبية، حيث يستوطن المرض، يتم حصاره أولاً باستعمال اللقاحات. وأغلب اللقاحات تقي الحيوانات لفترة قصيرة فقط، لذلك، ينبغي إعطاؤها اللقاح عدة مرات في السنة. يضاف إلى ما سبق، فإن اللقاحات باهظة الثمن، وفي بعض الأحيان، تحتوي على فيروسات قد تصيب الحيوانات بالأمراض. وفي عام 1981م، استعمل علماء أمريكيون وسائل الهندسة الوراثية لاستنباط لقاح أكثر أمانًا وأقل تكلفة.
وفي البلاد غير المستُوطَنَة بالمرض، تجري السيطرة عليه عمومًا بتقييد الاستيراد، وبإجراءات الحجْر الصحي. وعادة تحول هذه الإجراءات دون تسرب الفيروس. ولهذه البلاد سياسات للقضاء على المرض أيضًا في حالة ظهوره. وتدعو أغلب هذه السياسات إلى ذبح الحيوانات المصابة، ودفن أو حرق بقاياها، وتطهير المنطقة التي تعيش فيها الحيوانات.
أبادت الدول الأوروبية وخاصة المملكة المتحدة مئات الآلاف من رؤوس الأغنام عام 2001م، بعد انتشار مرض القدم والفم (الحمى القلاعية) في أجزاء شاسعة من القارة الأوروبية. وقد انتقل المرض إلى بقية القارات بصورة أقل ضراوة إلا أنه لم ينتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية