الرئيس بوتفليقة يدعو إلى وضع لبنة إضافية لإدماج المعاقين العرب اجتماعيا ومهنيا
دعا رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اليوم الأحد المشاركين في المؤتمر العربي حول الإعاقة الى "وضع لبنة اضافية" في صرح الإدماج الاجتماعي والمهني "لفائدة فئة هامة" من المجتمع العربي .
وأضاف الرئيس بوتفليقة في رسالة بعثها الى المشاركين في هذا المؤتمر قرأها وزير العدل حافظ الأختام السيد الطيب بلعيز أن الغاية من ذلك هي جعل هذه الفئة "تنأى بنفسها عن القيود والأغلال التي طالما حالت دون معالجة الافات بكافة أوجهها والتعامل معها بما تحقق من تقدم علمي وتطور تقني مذهل".
وفي هذا السياق ابرز رئيس الدولة أن الاستثمار في الجزائر لترقية وحماية حقوق الاشخاص المعاقين تجسد من خلال "فتح مؤسسات مدرسية و تكوينية لصالح الاطفال المعوقين وتواصل بفضل التكفل بالصعوبات التي تواجههم بتوفير ما يلزم من التجهيزات الخاصة والوسائل البيداغوجية الضرورية ".
وفي هذا المجال أوضح الرئيس بوتفليقة أنه تم" فتح عشرات الاقسام المدمجة ضمت التكفل بمئات الأطفال المعوقين في مؤسسات التعليم التحضيري وباقي المؤسسات المدرسية تفاديا لحصرهم في نطاق مغلق وعزلهم عن محيطهم الاجتماعي".
وابرز رئيس الدولة "ان 990 شابا يتلقون تكوينهم المهني يوشكون أن يتأهلوا فضلا عن آلاف الشبان المسجلين في التمهين المكيف تحتل بينهم الاناث نسبة عالية"مضيفا انه "تم فتح وتهيئة فضاءات للاطفال المصابين بالتوحد على مستوى المراكز الطبية النفسية لاعدادهم للاندماج الاجتماعي ".
وتشمل شبكة المنشآت عبر الوطن كما قال رئيس الدولة "35 مدرسة للا حداث الصم و18 مدرسة للأحداث المكفوفين و06 مراكز لمرضى قصور التنفس و82 مركزا طبيا لبيداغوجيا للأطفال القاصرين عقليا وثلاثة مراكز طبية بيداغوجية للمعوقين حركيا".
وبخصوص تنصيب المجلس الوطني للأشخاص المعوقين أوضح الرئيس بوتفليقة في رسالته أن مهمته "السهر على استمرارية حوار دائم حول مسألة الإعاقة والمصابين بها من اجل تأمين إدماجهم اجتماعيا ومهنيا على أساس معرفة تطور تعداد السكان المعوقين والتحكم فيه ".
ومن ثمار هذه السياسة في الجزائر أنها اتاحت كما قال رئيس الجمهورية "نجاح صغار المعوقين في دراستهم الابتدائية والمتوسطة والثانوية مكنتهم من متابعة دراسات عليا تعدهم وتؤهلهم للحصول على مناصب شغل فيساهمون بذلك في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
وأوضح أن "نسبة نجاح صغار المكفوفين وصغار الصم في شهادة التعليم الابتدائي سنة 2006 على سبيل المثال بلغت 100 بالمائة كما نجح التلاميذ المعوقون في الدخول الى السنة الأولى ثانوي وكذا المتحصلون على شهادة البكالوريا بنسب عالية مشرفة".
كما تمكنت فئة المعوقين حركيا والمكفوفين يضيف رئيس الدولة من "اقتحام سوق العمل في إنشاء مؤسسات استثمارية صغرى تعمل بفعالية مسهمة في خلق مناصب عمل في نشاطات انتاجية متنوعة ".
و بشأن سياسة منح القروض الصغيرة أوضح الرئيس بوتفليقة انها "أعطت نفس الامكانيات للمعوقين حركيا حيث اثبتوا جدارتهم في مجال الاستثمار الصناعي التقليدي والخدماتي والفلاحي" .
وبالاضافة الى ذلك أشار رئيس الجمهورية الى "مئات مناصب الشغل التي خصصت للجامعيين المكفوفين والمعوقين حركيا ضمن عقود ماقبل التشغيل وكذا مايزيد عن ألف منصب شغل مخصص لمنظومة التشغيل المأجور على المستوى المحلي للاشخاص المعوقين الحائزين لتأهيل متوسط فضلا عن الاعمال ذات الفائدة العمومية والضرورية في تشغبل اليد العاملة".
وفي مجال الرياضة الفردية والجماعية للمعوقين أوضح الرئيس بوتفليقة ان آثارها كانت "محمودة " مكنت من ا"كتشاف مواهب دافعت بجدارة واستحقاق ومن دون عقدة عن حقها في التتويج خلال المنافسات الرياضية الدولية ".
وبعد أن اشار الرئيس بوتفليقة الى النتائج الايجابية التي حققها المعوقون الجزائريون في مختلف انواع الرياضات أعتبرذلك "تكريم للشعب العربي كله لكونه حول الاعاقة الى نصر والضعف الى قوة وحافزا على تحسين النتائج في كل الاقطار العربية".
وأعتبر رئيس الجمهورية الاتفاقية الدولية الشاملة والمدمجة لحماية وترقية حقوق وكرامة الأشخاص المعوقين "مرجعا لاسبيل لتجاهله حين يتعلق الأمر باحترام و احقاق حقوقهم الثابتة غير القابلة للتصرف".
وأوضح رئيس الدولة أن هذه الاتفاقية "تتيح القضاء على الممارسات التمييزية التي تجعل الأشخاص المعوقين طي النسيان والتهميش والإهمال ".
ودعا رئيس الدولة الحكومات العربية الى "رسم معالم إستراتيجية عمل مشترك في هذا المجال بتنسيق الجهود للوصول بمجتمعاتنا في كافة مكوناتها الى الأمل المرجو في التنمية والرقي والرفاه لمواجهة المممانعات والتحديات المختلفة .
الثلاثاء مايو 29, 2007 12:20 pm