الـسـلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فن التعامل مع المراهقين والمراهقات
فن التعامل مع الأبناء المراهقين فن لايتقنه إلا القلة القليلة من الآباء ،لذا يحدث الصراع بين الأب والابن ،لأن الأب عادة لايعي المراحل العمرية التي يمر بها ابنه فمثلا عندما ينتقل الابن من مرحلة الطفولة المتأخرة إلى مرحلة المراهقة المبكرة يحدث له تغيرات في جسمه وفي نفسه وفي تعامله مع من يعيشون معه ، فإذا كان الأب لايدرك هذه التغيرات التي تؤثر في شخصية الابن ، يحدث عدم ا لتوازن في شخصيته مما يدفعه إلى التغير في سلوكه وفي مزاجه ، فبعض الآباء يستنكرون على أبنائهم هذه التغيرات ويعتبرونها خروجا عن المالوف والطاعة فالطفل عندما كان صغيرا ، يكون وديعا مطيعا هادئا فإذا به ينقلب فجأة إلى شخص آخر مستقلا برأيه منتقدا لوالديه ولمجتمعه يريد أن يغير العالم ، فتثور ثائرة الكبار الذين يفاجأون ا بهذه التصرفات التي لاعهد لهم بها إذ لم يكن لديهم علم بمراحل النمو وتطوراته فيحدث الصراع ، فالأب يعامل ابنه على أنه لازال صغيرا تمر عليه الأمور من غير أن يعي أو يشعر فإذا به ينقلب رأسا على عقب فيحس المراهق أنه أصبح رجلا كبيرا والبنت أصبحت امرأة ولكنهما في الواقع تصرفاتهما تصرفات أطفال ولو أن أجسامهما كبرت فهما بين بين بين الطفولة والشباب ، لذا على الأبوين أن يدركا هذه الحقيقة وأن تتغير معاملة الأبوين لهما ، ولكن عندما تستمر معاملة الابن كما لوكان صغيرا والبنت كما لوكانت صغيرة فهما لن يرضيا بهذه المعاملة بل سيثورا عليها ومن هنا تشتد حدة الصراع بين المراهقين والأهل 0
إن الطريقة المثلى للتعامل مع المراهقين تكمن في احترامهم ومراعاة شعورهم وما يمرون به من مرحلة صعبة ومهمة وهي ما تسمى بمرحلة المراهقة مرحلة التغير من الطفولة إلى الرجولة أو الأنوثة ومقاربة البلوغ فيجب على الأب أو الأم تغيير معاملتهما لأبنائهما وبناتهما ، والقاعدة تقول : إذا كان الطفل يتغير فلابد أن يتغير الأب والأم في أسلوب تعاملهما معه ، فالمراهق يجب أن يعامل كرجل والبنت يجب أن تعامل معاملة امراة وبهذه المعاملة الجيدة يخف الصراع الذي يحدث بين الأب والأم وبين الابن والبنت 0
هناك علامات جسمية تظهر على المراهق كخشونة الصوت ، والطول ، والنحافة ، والإحتلام ، وظهور شعر العانة والشارب واللحية ، ونضج الغرائز الجنسية ، والميل إلى الجنس اللطيف ، وهناك علامات نفسية : كتغير المزاج ، والعصبية ، والتمرد على سلطة الوالدين ، والطمح الزائد ، وزيادة الثقة في النفس ، والاستقلالية ، والميل إلى تكوين صداقات من نفس السن ،واحلام اليقظة 0
أما بالنسبة للبنت : فبروز التديين ونعومة الصوت ، واتساع الحوض استعدادا للحمل ، ونزول الطمث ( الدورة الشهرية) وتكوين صداقات من نفس السن ، وتقلب المزاج فالمراهقة إذا أحبت بالغت بالمحبة وإذا كرهت بالغت في الكره 0
مرحلة المراهقة مرحلة من مراحل العمر التي يمر بها الجنسان الذكر والأنثى ولكن مظاهر المراهقين تختلف عند الذكر عنها عند الأنثى باختلاف الجنس فمثلا إذا كان من مظاهر وعلامات المراهقين خشونة الصوت عند الذكر يتبعها نعومة الصوت عند الأنثى ،والاحتلام يحصل عند الجنسين ، ولكن الذكر يحتلم والأنثى أيضا تظهرعندها الدورة الشهرية والذكر يكون طويلا ونحيفا والأنثى يتسع عندها الحوض والذكر يظهر شاربه ولحيته والأنثى لايظهر لها شارب ولالحية ،وهما يشتركان في ظهور شعر العانة ،والبنت يبرز عندها الثديان والولد تعرض أكتافه 00 وهكذا علما بأن هناك مشكلات يعاني منها المراهق والمراهقه مثل العادة السرية غند الفتى والسحاق عند الأنثى ،والتدخين والمخدرات والتهور والطيش عند الفتيان وأحلام اليقظه والتمرد على الوالدين والسلطه والإكتئاب والخجل والإنطواء وضعف الثقة في النفس وغيرها 0
إن هناك سنا معينة يبدأ فيه مرحلة ا لمراهقة وتكون البنت عادة أبكر من الفتى بسنة تقريبا مثلا ففي الغالب تبدأ المراهقة عند الفتاة في سن الثانية عشرة والفتى في سن الثالثة عشرة ، وتستمر حتى سن الثامنة عشرة إلى الحادية والعشرين أحيانا ، وقد تجد من هو في سن الخمسين ويعيش كما لوكان في سن العشرين ويسمى ( المتصابي )0
وصفات المراهقين قد تكون متشابهة عند الشباب والشابات في كل جيل ولكن كما أسلفت قد تتقدم بسنة أو تتأخر بسنتين عند بعض الفتيان أو الفتيات وهذا ما أتفق عليه علماء النفس ( علم نفس النمو)، ولايوجد إنسان لم يمر بفترة المراهقة ، ولكن علامات المراهقه وبالذات العلامات النفسية قد تكون واضحة وملاحظة عند شباب أو شابات وغير واضحة عند آخرين وقد يتسم هذا الشاب بالهدوء والخجل والإنطواء بينما الآخر يتسم بالطيش والتسرع والجرأة الزائدة ، وقد يكون لنوعية التربية التي يتلقاها في المنزل والتنشئة الاجتماعية دور كبير في بروز هذه العلامات النفسية عند البعض واختفائها عند البعض الآخر ، وقد تحتد وتخبو عند البعض تبعا لنوعية المعاملة التي يتلقاها المراهق في أسرته ومجتمعه0
يعتقد بعض الناس أن المراهق ربما يتحول إلى مجرم وهذا غير صحيح وعلماء نفس الجريمة يعلمون ذلك والذي نستطيع قوله أن المراهق يمر بمرحلة خطيرة من مراحل حياته والمراهثة ليست مرضا كما يتصور البعض ولكنها فترة حرجه في حياة الإنسان ، فترة تغير يجب التنبه لها جيدا ويجب أن نعامل المراهق وفقا لهذه التغيرات ونحن الأباء والمربين يجب أن تختلف معاملتنا لأبنائنا وفقا لهذه التغيرات التي تحدث لهم ولا أنسى أن أذكر أنه إذا أسيئت معاملة المراهق فإنه قد ينحرف أو يصاب بمرض نفسي مثل الإكتئاب الذي يؤدي إلى الانتحار وكثير من المراهقين فروا من منازلهم بسبب المعاملة السيئة من ذويهم فهم إما أنهم انتحروا ، والانتحار يكثر في هذا الزمان حيث يحس المراهق أنه مضطهد في مجتمعه أو في أسرته وأنه لاينعم بالحرية التي يراها ويشاهدها في الأفلام والقنوات الفضائية فالمراهق في صراع بين التوفيق بين رغباته ورغبات مجتمعه علاوة على ما يعانيه الشاب اليوم من فراغ لايدري أين يقضيه غير أن البغض يرمي نفسه في أحضان الرفقة السيئة التي تدله على مواطن الرذيلة نتيجة عدم تحصينه ذاتيا لامن قبل الأسرة ولا المدرسة الحصانة الذاتية التي تمنعه من الوقوع في الرذيلة مهما اختلط بالرفقة السيئة ، كما ان سوء علاقة المراهق بوالده تدفعه إلى أن يغيب عن المنزل شهورا لايدرى أين مكانة فيحترق قلب والده ووالدته ، وربما يكون موجودا في مكان ما يمارس أعمالا تخريبية تضر به وبوطنه وأسرته 0
بعض الآباء يحمل المراهق أخطاءه ولا يفكر يوما ما أنه فعل معه شيئا خطأ جره إلى هذا السلوك المشين الذي لايرضاه والده 0
إن المراهق يفكر جديا في تحقيق أهدافه مهما كلفه الأمر ومهما كا ن الثمن غاليا ومهما كانت إمكانيات هذا المراهق متدنية فإنه لايفكر بشيء من ذلك ، فطموحه يطغى على كل شيء ، إذا علينا تفهم حاجات المراهق وعقد جلسات من الحوار والتفاهم معه لتبصيره بحقائق الأمور ومشاركته في افكاره ومشكلاته ، وعد م قمعه أو تانيبه وتجاهل افكاره وآرائه واحترام شخصيته والأصغاء لما يقول والاتفاق معه على تنفيذ المعقول من خططه ومشاريعه ، لنحتويه ونضمه ونحميه من مزالق الإنحراف لنقوده إلى بر الأمان وننطلق به إلى مستقبل أمثل وسماء ارحب فالمراهق ابني وابنك جوهرة غالية وثمينة فيجب المحافظة عليها ، وبالله التوفيق